صمت رهيب في مصر

 
 
شهدت مصر محاكمة سجلها التاريخ لهذا القرن، حيث انعقدت هيئة المحكمة ودخل المتهمون إلى القفص الزجاجي الأشبه بحوض السمك، وجميعهم في حاله حيرة وعيون تتظاهر بالقوة وفي الحقيقه هم أذلاء.

وبدأت الجلسة، ونادى رئيس المحكمة على المتهم محمد مرسي فردد عبارة "إنت مين ياعم.. إنت عارف أنا فين" وهو في كامل هيستيريته لا يصدق ما حدث له وكأن الوضع جديد عليه، ولكن على الرغم من أن مرسي اعتقل كثيرا لكن هذه المرة غير كل المرات وتختلف اختلافا شاملا، فهذه المرة مرسي انتقل من عرش الرئاسة إلى الزنزانة عكس باقي المرات التي كان يعتقل فيها وعكس السجن الذي هرب منه، ومن حقك يا مرسي أن تصاب بالذهول ولا تتخيل ما حدث لك وماذا أنت فيه وما الذي جلبته لنفسك على حساب وطنك.

أنت يا مرسي دخلت الرئاسة عن طريق الخطأ، رشحت "استبن" ولم تكن تحكم مصر، والتاريخ حكم بينك وبين غيرك وشهد عليك أول من أيدوك في فشلك، فأنت خربت مصر وقسمت شعبها وكل هذا لتدافع عن جماعة إرهابية تاريخها شهد بذلك منذ أن أسسها حسن البنا، وعملت في الفترة الأولى للدعوة، وبعد ذلك قام البنا بتأسيس 3 مراحل لها وهى: الجيل الأول.. جيل يستمع وهو جيل التكوين والطاعة فيه ليست لازمة، الجيل الثاني.. جيل التنفيذ وهو جيل يحارب والطاعة هنا تكون تامة وملزمة، أما الجيل الثالث فهو جيل الانتصار.

وبعد هذا التأسيس اتضح لنا ما نشاهده اليوم، فهدف الجماعة منذ أن تأسست ورؤيتها ليست رؤية دينية لنشر مبادئ وتعاليم الإسلام ولا تعاليم القرآن الكريم، فهدفها هدف سياسي والوصول إلى السلطة والحكم، فظهر هدفها منذ قتل النقراشي في عهد الملك فاروق، أي منذ بدء العقود السياسية في مصر، وتوالت الأحداث إلى أن اغتيل حسن البنا، وبعدها جاء سيد قطب اللعنة الكبرى للجماعة، ونفس منظر سيد قطب في لحظة إعدامه هو نفس النهج الذي يسير على مرسي وجماعته، فحينما ذهب للإعدام ضحك أمام الكاميرات وأظهر انتصاره بحجة أنه جاهد في سبيل الله ولا يركع للظلم ولا الطغيان، أما محمد مرسي فهو أضعف من ذلك بكثير جدا، فهو أصيب بمرض الأنا الأعلى، فبعد ما طلب منه كل شيء ونفذه تبعا للمخطط بين أمريكا وقطر وإيران وفعل كل شيء بالحرف الواحد، وفجأة وجد شعبا لم يتحمله وثار عليه وخلعه، فلم يكن متصورا أن هذا يمكن أن يحدث وحينما حدث أصيب بالجنون والغيبوبة بأنه رئيس شرعي لمصر ورئيس شامخ.

ومن وجهة نظري أنت لم تكن رئيسا لمصر في يوم من الأيام وجماعتك لم تنفعك بشيء لا هى ولا أمريكا ولا إسرائيل، فعن أي شريعة وشرعية تدافع أنت وأنصارك؟ كفاك وهما فأنت أخطأت كثيرا ووقت اعترافك بخطاك فات ولا يعنينا بأي شيء، فأنت أهدرت دما ويتمت أطفالا وحسرت وطنا على أعز ما يملك.. فكفى بك.